mercredi 26 juillet 2017

تحويل القبلة 2017- خطبة بجامع الحنفية

تحويل القبلة 2017- ج.الحنفية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
واشهد ألا اله إلا الله وحده لا شريك له يعلم ما كان وما يكون. وما تسرون وما تعلنون.
واشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق المأمون، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون. وسلم تسليما كثيرا إلى يوم يبعثون.
من أحداث شهر شعبان تحويل القبلة من البيت المقدس إلى مكة المكرّمة ...
كان لله عز وجل في جعل القبلة إلى بيت المقدس، ثم تحويلها إلى الكعبة حكم عظيمة... ومحنة للمسلمين والمشركين واليهود والمنافقين، أي امتحان..
فأما المسلمون، فقالوا: سمعنا وأطعنا، وقالوا: آمنا به كل من عند ربنا، وهم الذين هدى الله ولم تكن كبيرة عليهم،
(﴿ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ﴾) البقرة
وأما المشركون، فقالوا: كما رجع إلى قبلتنا يوشك أن يرجع إلى ديننا، وما رجع إليها إلا أنه الحق،
وأما اليهود فقالوا: خالف قبلة الأنبياء قبله، ولو كان نبيًّا، لكان يصلي إلى قبلة الأنبياء،
وأما المنافقون، فقالوا: ما يدري محمد أين يتوجه إن كانت الأولى حقًّا، فقد تركها، وإن كانت الثانية هي الحق، فقد كان على الباطل، وكثُرت أقاويل السفهاء من الناس، وكانت كما قال الله تعالى:
﴿ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ﴾ البقرة: وكانت محنة من الله، امتحن بها عباده؛ ليرى من يتبع الرسول منهم ممن ينقلب على عقبيه.
(( وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم ))
ولقد ابتلي المسلمون الأوائل بهذا الحدث أيَّما ابتلاء، فثبتوا - رضي الله عنهم - ما ضرتهم حرب اليهود الإعلامية، ليضرب الصحابة..
ولقد علمونا - رضي الله عنهم - الصبر على ألوان ومجالات الابتلاء، بدايةً بابتلاء السجن والحصار والتعذيب في رمضاء مكة، وحتى الصبر على الترسانة الإعلامية اليهودية.
و الذي لم يتفطّنوا إليه هو أنّ ما يلومونه على رسول اهيب صلى اهة، عليه و سلم هو بالذات دليل على صدق محمد صلى الله عليه و سلم في نبوته و هو معجزة أخرى..
﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ البقرة
هذه الآية فيها إعجاز لأن الله سبحانه وتعالى قال: سيقول، هل قالوا بعد؟ لا، سيقول! من هم الذين سيقولون؟ السفهاء، هذه صفة مدح أم ذمّ؟ صفة ذم، ربنا جلّ جلاله يقول:
(﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ﴾)
...لو أنهم سكتوا ماذا فعلوا؟ لأبطلوا كلام الله! القرآن يصفهم بأنهم سفهاء، وأنهم لم يقولوا بعد هذا الكلام بدليل "السين".
الله جلّ جلاله طليق الإرادة :
معنى ذلك أن الإنسان مع أن الله جعله مختاراً لكن حكمة الله تقتضي في بعض الأحيان أن يسلب هذا الاختيار لذلك قالوا: (الله جلّ جلاله طليق الإرادة ) فإذا أراد للعبد أن يأخذ اختياره أخذه، وإذا أراد ربك إنفاذ أمر أخذ من كل ذي لبّ لبّه!
أمثلة: إذا قيل لأحدهم لم تعاملت مع هذا الشخص ألم تعلم حاله؟ فيقول بلا كنت أعلم و لكني مع ذلك فعلت و لا أدري كيف و لمَ!!!
<< مَا مِنْ قَلْبٍ إِلا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ إِنْ شَاءَ أَقَامَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَزَاغَهُ>> ابن ماجة
[[ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ]].
وَقَالَ أَهْلُ الْمَعَانِي : وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَى قُلُوبَ الْكُفَّارِ بِعَشَرَةِ أَوْصَافٍ : بِالْخَتْمِ وَالطَّبْعِ وَالضِّيقِ وَالْمَرَضِ وَالرَّيْنِ وَالْمَوْتِ وَالْقَسَاوَةِ وَالِانْصِرَافِ وَالْحَمِيَّةِ وَالْإِنْكَارِ .
فَقَالَ فِي الْإِنْكَارِ : قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ . وَقَالَ فِي الْحَمِيَّةِ : إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ . وَقَالَ فِي الِانْصِرَافِ : ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ . وَقَالَ فِي الْقَسَاوَةِ : فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ . وَقَالَ فِي الْمَوْتِ : إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ . وَقَالَ فِي الرَّيْنِ : كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ . وَقَالَ فِي الْمَرَضِ : فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ . وَقَالَ فِي الضِّيقِ : وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا . . وَقَالَ فِي الطَّبْعِ : فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ . وَقَالَ فِي الْخَتْمِ : خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ .
مثال آخر على أنّه يفعل ما يشاء و أن لا مشيئة مع مشيئته :
﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ*مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ*سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ*وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ*فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ المسد
...لتعلموا أن الله طليق الإرادة،
وأنَّ الله إذا أراد أمراً سلب من كل ذي لبّ لبّه، وأن الإنسان ضعيف أمام مشيئة الله عز وجل.
الإنسان أمام قدرة الله و مشيئته لا شيء ..
أيها الإخوة،
لقد كان صراعُ عداء لا جهل:
قال تعالى في معرض حديث الآيات عن القبلة
﴿ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ ﴾ البقرة
كثير من طيبي القلوب يظنون أن الذين يصدون عن الإسلام، أنهم لا يعرفونه، أو لأنه لم يُقدَّم إليهم في صورة متقنة، وهذا ربما ينطبق على صغارهم، لكن كبارهم لا يريدون الإسلام؛ لأنهم يعرفونه، فهم يخشونه على مصالحهم وعلى سلطانهم، وهم دائمًا؛ كما قال تعالى:
﴿ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ ﴾ [البقرة: 145].
إنهم لن يقتنعوا بأي دليل؛ لأن الذي ينقصهم ليس هو الدليل، إنما هو الإخلاص والتجرد من الهوى والاستعداد للتسليم بالحق إذا استبانوا طريقه.
و الدليل:
﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ البقرة
وهنا ندرك أصالة العدوان اليهود للإسلام والمسلمين، فقد شنوا حربًا إعلامية ضارية في أعقاب حدث تحويل القبلة، ولقد فُتن ضعاف ...

سرعة الاستجابة والثقة في القيادة:
في صحيح البخاري عن البراء:
<< أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَوَّلَ مَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى أَجْدَادِهِ أَوْ قَالَ أَخْوَالِهِ مِنْ الْأَنْصَارِ وَأَنَّهُ صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ الْبَيْتِ وَأَنَّهُ صَلَّى أَوَّلَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا صَلَاةَ الْعَصْرِ وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى مَعَهُ فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ فَقَالَ أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ مَكَّةَ فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ وَكَانَتْ الْيَهُودُ قَدْ أَعْجَبَهُمْ إِذْ كَانَ يُصَلِّي قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَهْلُ الْكِتَابِ فَلَمَّا وَلَّى وَجْهَهُ قِبَلَ الْبَيْتِ أَنْكَرُوا ذَلِكَ.>>
ثمّ أقاموا فتنة أخرى فقالوا: ..و الذين صلوا للقبلة الأولى و ماتوا على ذلك...فقد ماتوا على صلاة باطلة!!!
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى[[ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ]]
يَعْنِي صَلَاتَكُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ [[إن الله بالناس لرءوف رحيم ]].
**********
[[ قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ ]]
Haut du formulaire

Bas du formulaire


Aucun commentaire: