mercredi 26 juillet 2017

{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ } - خطبة جامع الحنفية 7/2017

{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ } - ج الحنفية 7/2017
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله الواحِدِ الأحَد، الفرد الصّمد، الذِي لم يلِد ولم يُولَد، ولم يكُن له كُفوًا أحَد، أحلّ لنا الطيّبات و حرّم علينا الخبائث و حبّب إلينا الإيمان و زيّنه في قلوبنا و كرّخ إلينا الكفر و الفسوق و العصان، نحمده تعالى و نشكره، و نعوذ به من شرور أنفسنا و سيّئات أعمالنا..
وأشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وحدَه لا شريك له،
وأشهَد أنّ محمّدًا عبدُه ورسوله وخلِيله وخيرتُه من خَلقه، بلّغ الرِّسالة، وأدّى الأمانةَ، ونصحَ الأمّة، وجاهَد في الله حقَّ جهاده حتى أتاه اليقين، صلّى الله وسلّم وبارك عليه، وعلى آلهِ الطيّبين الطاهرين، وعلى أصحابه الغرّ الميامين، وعلى التّابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أيها الإخوة،
سئل الإمام الجنيد رحمه الله تعالى، من ولي الله ؟ أهو الذي يطير في الهواء ؟ قال لا، أهو الذي يمشي على وجه الماء، قال لا،
قال الولي كل الولي أن يجدك حيث أمرك، وأن يفتقدك حيث نهاك.
لذلك من أدق تعاريف الأولياء، تعريف قرآني.
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)
(
سورة يونس: 62 ـ 63)
كلّ ما وجدت نفسك في مشكلة، فإن كنت مستقيما طائعا لله مجتنبا لنواهيه، بعيدا كلّ البعد عن الكفريات ...فأنت تصدق في حقّك هذه الآية..: فلا خوف عليك و لا حزن و
دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ
وَلا تَجْزَعْ لنازلة الليالي فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ . (الشافعي)
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)
فأنت معنيٌ بهذه الآية حينما تتقي أن تعصي الله، وحينما ترغب أن تطيعه، وحينما يجدك حيث أمرك، ويفتقدك حيث نهاك، وحينما تكون عند الأمر والنهي، وحينما يكون أمر الله عندك عظيماً.
النبي عليه الصلاة والسلام، وصف الذنب بالنسبة للمنافق، كأنه ذبابة دفعها عن وجهه، ووصف الذنب بالنسبة للمؤمن، كأنه جبلٌ جاثمٌ على صدره.
فمن أجل أن تعرف أين أنت من الإيمان ؟ هل إذا وقعت في غلطةٍ أو ذنبٍ هل تتألم ألماً شديداً.
من ساءته سيئته وسرته حسنته فذالكم المؤمن.
أيها الأخ الكريم،
إن تركت لذّة المعصية عوّضك حلاوة الطّاعة، وإن تركت المال الحرام عوّضك الرّزق الحلال، وإن تركت المرأة الفاسقة عوّضك الزّوجة الصّالحة، وإن تركت أصحاب السّوء عوّضك الرّفقة الحسنة، وإن تركت الجهلة عوّضك العلماء، وإن تركت الرّخيص عوّضك الغالي، وليس عليك في المقابل غير أن تعزم فتكون بذلك أهلا لما يعوّضك ويزيد فيغفر لك؛
((
إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )) .
تنفيذاً لهذه المقدمة، يقول الله عز وجل: في الآية الواحدة والخمسين بعد المائة من سورة الأنعام.
[[
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ]
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
"
في الأنعام آيات محكمات هن أم الكتاب"
روي عن ابن عباس:"أن هذه الوصايا قد أجمعت عليها الشرائع كلها، ولم ينسخ منها شيء قط، وأنها خلاصة هذا الدين وجوهره، وأن بها العصمة من كل زلل،ومن كل فتنة،ومن استمسك بها فقد أدى ما عليه، وقد وفّى لله جل وعلا بما أمره به ونهاه عنه،وبعد ذلك فمن قصر أو فرط فحسابه على الله عز وجل
**/
﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً﴾
الذنوب ثلاثة؛ ذنب يغفر وهو ما كان بينك وبين الله، وذنب لا يترك وهو ما كان بينك وبين العباد، وذنب لا يغفر وهو الشرك.
وحقيقة أن الذنب الذي لا يغفر هو الشرك أنك تتجه في الأصل لمن بيده مغفرة ذنبك...
...
فإذا اتجهت لغيره فلا رحمة ولا شفاء ولا رزق ولا مغفرة،
هناك أخطاء وأنت في طريق الله عز وجل تُغفَر، وأخطاء وأنت في طريقك إلى الله يسامحك الله بها، يوجد أخطاء وأنت في الطريق إلى الله يكفر عنها، أما الخطأ المدمر هو أن تتجه لغير الله، فلا شيء، أنت فقير وتتجه إلى فقير، أنت ضعيف وتتجه إلى ضعيف، أنت في قبضة الله وتتجه لمن هو في قبضة الله مثلك، لا شيء!
كل خطأ مع التوحيد مغفور، لكن كل صواب مع الشرك مدمر.
أخواننا الكرام، أساس هذا الدين التوحيد،
قال:rوفي الصحيحين من حديث أبي ذر أن النبي
((
من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة)).
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا يوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾الأنبياء
وما يرتكب الإنسان من معصية إلا بضعف توحيده، ولا يقع في النفاق إلا بضعف توحيده، ولا يجر إلى اليأس إلا بضعف توحيده،
****
**/
﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾
تعدي "الإحسان" بالباء لا ب'إلى" للالتصاق فلا يجوز أن تنوّب في الإحسان لأبويك.
الإحسان إلى الوالدين دعوة إلى معاملتهما معاملة كريمة، مبنية على المحبة والعطف، محلاة بالرقة مزينة باللطف.
فالبرّ بالوالدين دِين و ديْنٌ
من الإحسان لهما:
الصبر على تغير النفسية وتغير الطباع في حال الكبر؛ لأن الشخص حينما يكبر في السن ويرق حاله ويعجز عن القيام بنفسه, تكثر طلباته ويكثر انتقاده ويريد أن يؤتى بكل شيء بسرعة, لذا يجب البر بهما والصبر عليهما والإحسان لهما ومراعاة تلك النفسية ومداراتها.
*
عدم تفضيل وتقديم أحد عليهم في الإحسان والرعاية والاهتمام سواء كانت زوجة أو أبناء أو أقرباء؛ لأن الوالدين أعظم حقًّا وليس ثمة أحد أعلى منهم منزلة وأحق بالعناية.
للهم إنّا تسألك رحمة تهد بها قلوبنا، وتجمع بها شملنا، وتلم بها شعثنا، وترد بها الفتن عنا. اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوء اللهم فأشغله بنفسه ورد كيده في نحره واجعل اللهم تدبيره تدميراً عليه. اللهم أحقن دماء المسلمين، واحمِ ـ اللهم ـ نساءهم وأطفالهم وشيوخهم وبلادهم وأموالهمت، اللهم عليك بالصهاينة اليهود فإنهم لا يعجزونك. اللهم أحصهم عدداً، وأهلكهم بدداً، ولا تغادر يا ربي منهم أحداً. اللهم وانشرْ رحمتَكَ على العباد، يا من له الدنيا والآخرة وإليه المآب. اللهم يا وليَّ الصاحين، ويا ناصر عبادك المستضعفين، نسألك اللهم أن تعين وتنصر إخواننا في فلسطين . اللهم آمن روعاتهم، واستر عوراتهم، واحفظهم اللهم عن أيمانهم...


Aucun commentaire: